samedi 29 novembre 2014

مشوار معلم زمان ـ الجزء الثالث

آخر يوم قبل الإحالة على التقاعد


ولما مالت الشمس للغروب واصفر جفن الأفق
ورن جرس آخر يوم
وقف المعلم يشيع صفوف الأطفال
فاغْرَوْرَقَتْ عيناه حتى حجب عنه النظر
ثم عاد إلى القسم ورجلاه مثقلتان، يصارع الهول
! ما أبلغ كلام الصمت وما أوحش صمت القسم
الطاولات كفيلق مشاة اصطف لنعي، والخزانة التي تأوي بقايا عِشْرةٍ ،تذرف دموعاًً من الغبار على سجل الدهر

المكتب الحزين انزوى لاعنا من يثق في دوام الحال وتحث الطاولات بقايا أوراق متناثرة تجسد تفاهة الأمر، والسبورة تحتضن في لوعة خطوط الراحل ككنز ثمين : عبارات كان لها معنى قبل رنين الجرس فصارت بعده بياضا على سواد
والمحفظة الوفية تضم بين دفتيها آخر القطوف ورسالة العزل
لا مكان اليوم لمن كان صوته يجلجل في رحاب هذا الفصل

ولما خرج المعلم من القاعة قاصدا باب الخروج
بدا وكأنه لا يملأ ثيابه
تخيل نفسه رقما شطب عليه
أو دفتر تلميذ امتلأ فألقي به في زاوية الإهمال
أو قنديلا انطفئ فتيله بانتهاء زيته

راح ما تبقى من ضوء اليوم وستر الظلام نهاية الفصل
وفي الغد جاء يوم جديد بأهله
ودبت الحياة في القسم كسالف العهد
وتوالت الأيام والأعوام
ونسي المعلم وزال خيال طيفه
كما نسي الاعتراف بسابق فضله

محمد مروازي



ICI

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire