mardi 25 novembre 2014

مشوار معلم زمان ـ الجزء الثاني

يلقي المعلم دروسا ويعطي وينفق بسخاء من دمه
من حسه، ومن رحيق أعصابه
ألأفواج تتوالى والقسم واحد
ما بال السبورة دائمة السواد
ورأس المعلم قد طار غرابه؟

كل يوم يستقبل وجوها ناضرة
ووجهه كل يوم يشحب
عجبا! غابت الثنايا والرباعيات عن تغره
وسوى الزمان أوتاره على جبينه المتجعد

ورغم كل هذا ، كلما حضر المعلم لقاء
أو تصفح كتابا، أو تلقى خطابا
إلا و ذُكِّرَ بما "يجب" عليه
"يجب" أن يجتمع في المعلم ما تفرق في البشر،
يجب أن يكون مَسْؤولاً
فقد كاد أن يكون رَسولاً
فكان دائما على الصبر والتضحية مَجْبولا
وكل الأفعال وإن كانت لازمة فقد "تعدت على" المعلم

! مسكين هذا المعلم
عليه أن يقبل التعين وإن كان في صقر
وأن لا يطالب بضروريات العيش كالبشر
عليه أن يركب الدواب
ويبحث عن مدرسته الفرعية في سراب
ويضحي بالشباب، حتى يفقد الصواب

ورغم كل هذا، قالت الناس: المعلم ثرثار
قلت: أَجْبَرُوهُ على المبالغة في الإفصاح ودقة الشرح
قالوا: المعلم بخيل"
فقلت: أبداً، إذا كان التدبير بُخْلاً فنعم البخيل
قالوا: قد صَغُرَ عقل المعلم بسبب معاشرته للأطفال
فقلت ثائراً: فهل هناك في الكون أنبل من براءة وطهر الأطفال؟
قالوا وقالوا فأجملت الجواب وقلت: " فإن كان المعلم قد امتص عيوب الأطفال، كما زعمتم، فيكفيه فخراً أنه قد أفرز من روحه محاسن الأخلاق لصنع الرجال
محمد مروازي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire